الخميس، 9 يونيو 2016

الأرض حليفة من؟


على رمالِك يَنمُو الجُوعُ والوجَعُ

و فِي بِحَارِكِ يطفُو الخَوفُ والفَزَعُ

و مِن تِلالِكِ يَنمُو الظِلُّ في خَجَلٍ

مِنَ اللَّهِيبِ، و يحدُو حولَه الجَشَعُ

قَابِيلُ لَم يَلتَزِم بِالعَهدِ فَانفَجَرت

في قَلبِ هَابِيلَ عَينُ الزُّهدِ، والوَرَعُ

لا ترقصيَ! سوف يلقَى النُّور مَنفذَهُ

نَحو الحَقيقةِ حيثُ العَزفُ يَضطَجِعُ

لا تَرقُصِي! إن جُولييتا مشتَّتَةٌ

وهمُ الحَقيقةِ يُدنِيها فتنخدِعُ

أنا وأنت و حقلُ الموتِ  في وجَلٍ

و جوهرُ الماءِ والنِّيرانُ تصطرع

من أنت؟ ما أنت؟ يا لغزاً يُؤَرِّقُني

يا أمَّ  بابِل أنِّي مَسَّنِي الهَلَعُ

أنا غِوايةُ تُفَّاحٍ مُقَدِّمَتِي

في فِهرِسِي أنبِياءُ اللهِ قد قُمِعُوا

أنا الثَعَابِينُ لو مُوسى تَجَاهَلَني

خَدعتُ كُلَّ عُيونِ النَّاس، وانخدَعُوا

الحربُ صَوتِي و سَيفُ المَوتِ صَومَعتِي

وأُلفَتِي في شِقاقٍ أينما اجتَمعُوا

حصاديَ الجُثثُ الهَلكى و جائزتي
   
قلوبُ أطفالِ بَغدادٍ إذا هَرَعُوا

و مِحوَرِي بابُ صنعاءٍ أدور بها

من كل أُنمُلةٍ مِنها سأنتفعُ

أُوزِّعُ اليَأسَ في الأطفالِ أغرِسُهُ

على صدُورِ الأيامَى! ساءَ ما صنَعُوا

يا أرضُ فلتعمدي للنَّهر واغتَسِلي

لولاك كلّ عبادِ الله ما فُجِعوا

تُوبي و مُدِّي قواريرا تُعانِقُهم

وأرضعِيهم سلاماً كلّما رَضِعوا

ضاقَ الفضاءُ بنا يا أرضُ فاتسعي

وأرشدينا لغيم فيه نتسع

الخميس، 2 يوليو 2015

العدو الوهمي

في ظل الأزمات التي تمر بها المنطقة، من خوف وعدم استقرار و اهتزاز في الأمن، لا يخفى علينا أن السياسات والمصالح إذا تضاربت  كان أولى مخرجاتها الحروب والمعارك ثم تنغمس هذه المصالح في (جاكوزي) الدماء. فإذا دقت جرسنا هذه المرحلة توجب علينا وضع الأمور في نصابها حتى نحدد مكمن الخطورة وهي ثلاثة: دراسة وضع المنطقة سياسيا، تزامن التوتر بعض المشاريع وأخيرا ما هي الدولة الأكثر انتفاعا وكيف تنتفع؟
نعيش في منطقتنا الخليجية في نطاقه المحدود والشرق الأوسط في نطاقه الأوسع مرحلة حادة جدا، و خطرة أيضا، فلا يبدو بأن التفجيرات الغادرة المتتالية في دول الخليج والهجوم الوحشي في تونس غير مدبرا أو ممنهجا. ومن الواضح الفاضح أن تبني داعش لهذه العمليات بسرعة شديدة، إنما هو تضليل عن المنتفع الأكبر من تتابع الجرائم. إنه مخطط وبلا شك استخباراتي بامتياز، يصب في مصلحة دول ويعارض مصالح أخرى. هنا يجب على الفرد العربي استحضار الأحداث وربطها للتوصل إلى النتيجة، الدولة الأكثر نفعا، وهي لعمري ما أصابت بعض الكتاب والمتحدثين بالتخبط المصطنع.
لا يخفى على المتابع السياسي العربي مشروع تقسيم العراق، وهو مشروع يحاكي النظرية القائلة: (فرق تسد)، و نعلم ما هي الدولة المناضلة في اقامة وتقوية هذا الشتات. في الجانب الآخر، معروف أيضا من هي القوة العظمى، التي لا تتوافق سياسيا مع الحكومة السورية، والتي بقت مهددة لأمن سوريا لسنوات حتى بلغت مناها. حينما يصرح وزير دفاع هذه القوة العظمى، روبرت غيتس، بلغة يقينية، وكأنما أنزل عليه الوحي، بأن الشرق الأوسط سوف يشهد حربا طائفية، مناطقية في المستقبل، يجب أن نقف ونعلم كيف وصل إلى هذا اليقين. بعد بقاء الحكومة السورية على قيد الحياة، واضمحلال نجاح المشروع التقسيمي للعراق، كان داعش حلا أوليا لتدارك الأوضاع. فلنا الآن أن نعلم من يقف وراءها ويحيك لها التدبير. ويبدو تزامن انتشار عمليات الغدر الداعشية الآثمة مع فشل هذه المشاريع لا كدر يشوبه.
هناك دول عديدة لا تحصى تستفيد من شتات البلاد العربية، ولكن لا بد من دراسة وإحاطة الإسقاطات على هذه الدول. بمعنى آخر، يجب أن نتبين ونستوضح كيفية الانتفاع. يتصدر قائمة هذه الدول، أميريكا. أميريكا التي عاشت أسوأ مراحلها الإقتصادية قبيل فترة من الزمن، عاد اقتصادها بل قفز، وانتقل انتقالا نوعيا حتى صار متخما، متزامنا مع هذه الفوضى العارمة في المنطقة. ومن الشائع في مجال التقنيات أن صناع الڤايروسات هم هم صناع أدويته للتكسب. إذا، الڤايروسات المنتشرة في بلادنا من داعش إلى غيرها، هي مكائد أميريكية ويد ليست خفية بل جاهرة، في سبيل التكسب المادي، واستسقاء للعظمة والتسيد. ونسرد بعض المنافع التي اكتسبتها من دماء المنطقة: ازدهار الإقتصاد داخليا، التحكم به  خارجيا والإنتفاع الأكبر إلهاء العرب والمسلمين عن القضية الفلسطينية الخالدة. لا يوجد عدو وهمي، توجد هواجس عند البعض تصنع أعداء وهميين، ولكن العدو ليس خفيا على ذي لب.
السيد مصطفى النمر